Arabic

في الوقت الذي أكتب فيه هذه الأسطر، يهيمن على عناوين الصحف الإعلان الصادم بأن روسيا ستكون “في حالة حرب” مع الولايات المتحدة وحلفائها إذا هم رفعوا القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للصواريخ الغربية بعيدة المدى لتوجيه ضربات في عمق الأراضي الروسية.

أدت استعادة الجيش الإسرائيلي، خلال نهاية الأسبوع، لجثث ستة رهائن كانوا محتجزين لدى حماس في غزة، إلى انفجار غضب موجه ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويوم الأحد، خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء إسرائيل. أصيبت البلاد بالشلل بفعل الإضراب العام الذي دعت إليه نقابة الهستدروت (المنظمة العامة للعمال في إسرائيل)، صباح يوم الاثنين 02 شتنبر. يحمل المتظاهرون نتنياهو مسؤولية مقتل الرهائن، نظرا لتخريبه الواضح والمستمر للمفاوضات مع حماس. هذه أزمة سياسية جدية للغاية، وقد تؤدي إلى إقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي.

يجري مؤخرا في الصحافة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي تداول رقم 186 ألف قتيل كنتيجة متوقعة لعدد القتلى في غزة. وقد نشأ هذا العدد المروع من القتلى من تقرير نشرته صحيفة The Lancet، وهي المجلة الطبية البريطانية الأكثر شهرة، والتي حاول النظام الإسرائيلي وأنصاره الغربيون تشويه سمعتها باعتبارها تنشر “افتراءات” لا أساس لها من الصحة. في الواقع، عندما تجتمع أشهر من القصف المتواصل مع سوء التغذية والأمراض الناجمة عن الحصار الإسرائيلي، فقد ينتهي الأمر بأن يكون هذا الرقم أقل بكثير من الواقع.

لقد أطاحت الجماهير الثورية بالشيخة حسينة، منهية بذلك ستة عشر عاما من حكمها الهمجي! وبينما نحن بصدد كتابة هذه السطور، ينزل الملايين إلى داكا، ومن المتوقع وصول ملايين أخرى خلال اليوم. لقد استولت الجماهير على جانابهابان (مقر إقامة رئيسة الوزراء). وبحلول الساعة 14:25 بالتوقيت المحلي، تم نقل الشيخة حسينة وشقيقتها جوا إلى القاعدة الجوية في كورميتولا، ومن هناك سوف تفر إلى خارج البلاد. لكن هناك مؤامرات تحاك داخل الجيش لسرقة انتصار الشعب. ولابد أن تكون الجماهير الآن أكثر يقظة من أي وقت مضى! نحن نقول: كل السلطة للجان العمال والطلاب!

إن مقتل زعيم حماس الرئيسي وكبير المفاوضين، إسماعيل هنية، خلال وجوده في طهران – إيران، هو جزء من محاولة كلبية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتصعيد الصراع في الشرق الأوسط، فقط حتى يتمكن من البقاء في السلطة. وفي هذا يمكنه الاعتماد على تواطؤ الإمبريالية الغربية، مما يسمح له بالبقاء في منصبه بصفته الحليف الرئيسي لهم الموثوق به.

طلحة محمود شودري، طالب في جامعة شرق دلتا (قسم هندسة أنظمة الحاسوب، الدفعة الربيعية 2020)، اختطف بالقوة من طرف 20-30 عضوًا من رابطة طلاب بنغلاديش (الجناح الطلابي لحزب رابطة عوامي الحاكم) في الساعة 8:48 مساءً يوم 17 يوليو. وقع هذا الاختطاف عند تقاطع الطريق رقم 5 في منطقة سكنية في أجر آباد. لقد فحصوا هاتفه المحمول، وعندما عثروا على منشورات على صفحته على الفيسبوك تدعم الحركة الجارية ضد إصلاح الحصص، سلموه وثلاثة آخرين إلى دورية تابعة لمركز شرطة شيتاغونغ دوبل مورينج.

الرأسمالية نظام مريض استنفذ صلاحيته منذ زمن بعيد. وفي عصر احتضاره وتحلله صار ينتج الحروب والعنصرية والفقر والجوع. وتتميز الإمبريالية، التي هي أعلى مراحل الرأسمالية، بالصراع بين مختلف عصابات اللصوص الرأسماليين من أجل تقاسم الغنائم. اليوم، ومع تقلص الغنائم تحت تأثير أزمة الرأسمالية، يشتد صراعهم ونرى اندفاعا متجددا نحو العسكرة والحروب.

إن الحزب الشيوعي الثوري في باكستان يعرب عن تضامنه الكامل مع حركة الطلاب في بنغلاديش، ويدعم كل مطالبهم. إننا ندين وحشية وقمعية حكومة الشيخة حسينة التي قتلت ما لا يقل عن 200 شخص وجرحت الآلاف. وقد فرضت حظر التجوال. كما أصدرت أوامر بإطلاق النار مباشرة، في حين ينتشر الجيش في شوارع دكا.

إن  الأممية الشيوعية الثورية تحيي الشجاعة الملهمة التي يتمتع بها طلاب بنغلاديش. لقد تصاعدت حركتهم، التي بدأت احتجاجًا على نظام الحصص الفاسد، للمطالبة بإسقاط نظام حسينة القاتل. إن رفاقنا في أكثر من 40 بلدًا حول العالم يقفون تضامنًا معكم بشكل كامل. إن القضية العادلة لطلاب بنغلاديش هي قضية الطبقة العاملة وشباب العالم أجمع! يجب على العالم أن يعرف ما يحدث حقًا في بنغلاديش.

لقد تغيرت بنغلاديش بالكامل في الأيام الأربعة الماضية. فمنذ يوم الخميس، أسدلت حكومة الشيخة حسينة ستارًا من الظلام على كامل البلاد. وتحت غطاء انقطاع الاتصالات، ارتكبت أسوأ مذبحة شهدتها بنغلاديش منذ ثمانينيات القرن الماضي، إن لم يكن منذ حرب الاستقلال عام 1971. وبهذا تكون قد انتهت آخر قطرة من شرعية حزب رابطة عوامي (AL) وحكومة الشيخة حسينة.

يستثمر الرأسماليون المليارات في الذكاء الاصطناعي، ويسيل لعابهم لاحتمال حدوث طفرة اقتصادية ناجمة عن الذكاء الاصطناعي، ويحرصون على انتزاع قطعة من تدفق الذهب الجديد. لكنه لا يوجد حل تكنولوجي للتناقضات الجوهرية التي تعاني منها الرأسمالية، ومن الحتمي أن يعقب حفل الاستثمارات هذا أزمة عميقة.

اندلع غضب عارم في مختلف أنحاء بنغلاديش، بعد أن أرسلت حكومة رابطة عوامي، برئاسة الشيخة حسينة، قوات الشرطة والقوات شبه العسكرية لقتل الطلاب المحتجين. قُتل 39 طالبا في المذبحة التي جرت في ظل تعطيل خدمة الإنترنت. وما بدأ كحركة احتجاج طلابية بسبب قيام الحكومة بإعادة العمل بنظام الحصص المكروه للوظائف المطلوبة في القطاع العام، والذي من شأنه أن يصب في صالح أنصار رابطة عوامي الحاكمة، تحول الآن إلى صراع مرير ضد نظام قاتل.

لقد عانى المحافظون من هزيمة مدمرة، وهو ما سمح لستارمر بدخول 10 داونينغ ستريت بأغلبية ساحقة. لكن حكومة حزب العمال الجديدة هذه ستكون حكومة الأزمات الشديدة. لذا يجب على العمال والشباب الاستعداد للنضال. انضموا إلى الحزب الشيوعي الثوري!